×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: «باب النهي عن سب الريح» الريح من خلق الله، يأمرها سبحانه وتعالى، ويدبرها، ويُسَخِّرها فتجري حيث يشاء. وهي تُجْمَع على «رياح».

 والرياح تأتي من جهات مختلفة، وتُسَمَّى بالجهة التي تَهُب منها، فيقال: «ريح الشمال»، و «ريح الجنوب»، و «ريح الصَّبا» وهي الريح الشرقية، و «ريح الدَّبُور» وهي الريح الغربية.

فهي تارة تَهُب من هنا، وتارة تَهُب من هناك، والذي يُصَرِّفها هو الله عز وجل، قال عز وجل: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن يُرۡسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٖ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَلِتَجۡرِيَ ٱلۡفُلۡكُ بِأَمۡرِهِۦ [الروم: 46].

والرياح تأتي بالخير وتأتي بالشر بأمر الله سبحانه وتعالى، وما هي إلا أسباب.

منها ما يثير السحابَ ويسوقه.

ومنها ما يلقحه.

ومنها ما يمزق السحاب ويفرقه.

ومنها ما يلقح الأشجار والثمار.

قال عز وجل: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي يُرۡسِلُ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَيَبۡسُطُهُۥ فِي ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ يَشَآءُ [الروم: 48].

وقال عز وجل: ﴿وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّيَٰحَ لَوَٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَسۡقَيۡنَٰكُمُوهُ [الحجر: 22].

ومنها ما يأتي بالعذاب، كما أهلك الله عز وجل قوم عاد بالريح العقيم.

ومنها ما يأتي بالنصر، قال صلى الله عليه وسلم: «نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ» ([1])، يعني: الرياح.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1035)، ومسلم رقم (900).