وهذا
من الصفات التي تُمَر كما جاءت، من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل.
والله أعلم.
قوله:
«وَأَخْبَثُهُ» وهو يدل أيضًا على أن هذا خبيث عند الله إذا رضي بذلك؛ لتعظيم
الناس له بما لا يستحقه، وعدم إنكاره وكراهته لذلك.
قوله: «أَخْنَعَ»: يعني أوضع: وهذا المذكور ينافي
كمال التوحيد الذي دلت عليه كلمة الإخلاص، فيكون فيه شائبة من الشرك وإن لم يكن
أكبر.
**********
هذا الباب في النهي عن التسمي بالأسماء الضخمة التي فيها العظمة التي لا
تليق إلا بالله سبحانه وتعالى، وهذا مما يبغض الله سبحانه وتعالى.
وهو بذلك مشابه للباب الذي قبله؛ لأن الباب الذي قبله فيه النهي عن مَسبة
الدهر؛ لأن ذلك يؤذي الله سبحانه وتعالى، فسَبُّ الدهر يؤذي الله، وهذا يَغيظ الله
سبحانه وتعالى. وكلا الأمرين محرم شديد التحريم.
ثم يأتي بعد هذا الباب: «باب
احترام أسماء الله تعالى...»، وهو كذلك يشبه هذين البابين.
فهذه الأبواب الثلاثة بعضها يشبه بعضًا، لكنها لما كانت متنوعة نَوَّعها
المؤلف رحمه الله من أجل أن يُعْرَف كل منها مفصلاً؛ لأن أمور التوحيد لابد فيها
من التفصيل والبيان، ولا يكفي فيها الإجمال والاختصار.
قوله: «التسمي بقاضي القضاة ونحوه»
يعني: كل اسم فيه تعظيم شديد للمخلوق، من الألقاب والأسماء، التي فيها تعظيم لا
يليق إلا بالله سبحانه وتعالى؛ مثل: مَلِك الأملاك، وسيد السادات... وما أشبه ذلك
من الألقاب الضخمة التي يَتَلَّقَب أو يَتَسَمَّى بها بعض الجبابرة أو المستكبرين.