×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» ([1]).

و «الأحبار»: جمع حِبْر أو حَبْر، وهو العالِم من اليهود. ويشمل العلماء من غيرهم.

و «الرهبان»: جمع راهب، وهو العابد من النصارى.

والغالب على الناس أنهم يطيعون هذين الصنفين: العالِم لعلمه، والعابد لعبادته والثقة به؛ ولذلك يقع منهم في طاعة هؤلاء المحذورُ في بعض الأحيان.

قوله: «فقد اتخذهم أربابًا من دون الله» أي: معبودين من دون الله عز وجل.

فدل على أن طاعة العلماء والأمراء في تغيير الأحكام الشرعية - شرك؛ لأن التشريع حق لله سبحانه وتعالى، هو الذي يُحِل ويُحَرِّم.

قال عز وجل: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ [الشورى: 21]. سماهم شركاء بسبب طاعتهم فيما شرعوا من الدين.

وقال عز وجل: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ [الأنعام: 121]، يعنى: وإن أطعتموهم في تحليل الميتة. فقد كان المشركون يأكلون الميتة ويتلقَّون هذه الشبهة من المجوس، يقولون: الميتة أَوْلى بالأكل من المُذَكَّاة؛ لأن الميتة ذَبَحها الله، وأما المُذكَّاة فأنتم تذبحونها. وإن أطعتموهم في استحلال الميتة فإنكم مشركون؛ لأنكم اتخذتموهم مُحلِّلين ومُحرِّمين.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4340)، ومسلم رقم (1840).