وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» ([1]).
و «الأحبار»: جمع حِبْر أو
حَبْر، وهو العالِم من اليهود. ويشمل العلماء من غيرهم.
و «الرهبان»: جمع راهب، وهو
العابد من النصارى.
والغالب على الناس أنهم يطيعون هذين الصنفين: العالِم لعلمه، والعابد
لعبادته والثقة به؛ ولذلك يقع منهم في طاعة هؤلاء المحذورُ في بعض الأحيان.
قوله: «فقد اتخذهم أربابًا من دون الله»
أي: معبودين من دون الله عز وجل.
فدل على أن طاعة العلماء والأمراء في تغيير الأحكام الشرعية - شرك؛ لأن
التشريع حق لله سبحانه وتعالى، هو الذي يُحِل ويُحَرِّم.
قال عز وجل: ﴿أَمۡ لَهُمۡ
شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21].
سماهم شركاء بسبب طاعتهم فيما شرعوا من الدين.
وقال عز وجل: ﴿وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121]، يعنى: وإن أطعتموهم في تحليل الميتة. فقد كان المشركون يأكلون الميتة ويتلقَّون هذه الشبهة من المجوس، يقولون: الميتة أَوْلى بالأكل من المُذَكَّاة؛ لأن الميتة ذَبَحها الله، وأما المُذكَّاة فأنتم تذبحونها. وإن أطعتموهم في استحلال الميتة فإنكم مشركون؛ لأنكم اتخذتموهم مُحلِّلين ومُحرِّمين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4340)، ومسلم رقم (1840).