×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

ذَكَر المصنف رحمه الله في هذا الباب آيتين:

الآية الأولى: من سورة آل عمران، في قصة المنافقين يوم أُحُد.

والآية الثانية: من سورة الفتح، في موقفهم يوم الحديبية وفي غزوة خيبر.

وهكذا المنافقون دائمًا وأبدًا!! عند الرخاء يتملقون المسلمين ويُظْهِرون أنهم منهم، فإذا جاءت الشدة انكشف نفاقهم وعداوتهم لله ولرسوله وللمسلمين.

ففي وقعة أُحُد لما حصل على المسلمين ما حصل من المصيبة، واستُشهد منهم سبعون شهيدًا، وجُرِح منهم مَن جُرِح؛ ظهر أهل النفاق وتكلموا بالقبائح.

قال عز وجل في الآية الأولى: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أي: بعد النكبة التي أصابتكم ﴿أَمَنَةٗ والأَمَنة: النُّعَاس، وهو شيء من النوم. ولا ينام إلا إنسان آمِن، أما الإنسان الخائف فإنه قلق لا يأتيه النوم.

فهذا مما فَرَّق الله به بين المؤمنين والمنافقين: المؤمنون أصابهم النوم؛ لأنهم مؤمنون بالله، مطمئنون في إيمانهم، لا تزحزحهم الشدائد والكربات.

وقد سبق قول الزبير بن العوام رضي الله عنه: «لقد رأيتُني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اشتد علينا الخوف، أَرسَل الله علينا النوم، فما منا رجل إلا ذقنه في صدره، فوالله إني لأسمع قول مُعَتِّب بن قُشَيْر، ما أسمعه إلا كالحلم: لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتِلنا هاهنا» سمع كلمة هذا المنافق وهو يقول هذا الكلام القبيح، سمعه وهو بين النائم والمستيقظ.


الشرح