هذا الباب مثل الذي قبله، فيه احترام جَناب الله عز وجل وتعظيم أسمائه
وصفاته؛ لأن ذلك من تحقيق التوحيد.
قوله: «باب لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ
اللَّهِ، إِلاَّ الْجَنَّةُ»، وجه الله: صفة من صفاته الذاتية. فإن الله عز
وجل له صفات ذاتية وصفات فعلية.
ومن صفاته الذاتية: الوجه، واليدان، والعينان.
ومن صفاته الفعلية: الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والنزول،
والاستواء، والعلو، والمجيء، والإتيان يوم القيامة.
ومن الأدلة على إثبات صفة الوجه لله عز وجل:
قوله عز وجل: ﴿كُلُّ مَنۡ
عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧﴾ [الرحمن: 26- 27]،
أضاف الوجه إلى الله إضافة صفة إلى موصوفها، ووصف هذا الوجه بصفتين: الجلال
والإكرام.
وقوله عز وجل: ﴿لَآ إِلَٰهَ
إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾ [القصص: 88].
وجاءت الأحاديث الصحيحة بإثبات الوجه لله عز وجل.
فيجب إثباته لله على ما يليق بجلاله، وليس كوجوه المخلوقين كما يَتوهم من
يتوهم من أهل الضلال.
بل نُثبت لله صفاته الذاتية الواردة في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه
وسلم، من غير تشبيه ولا تمثيل. فنُثبت لله وجهًا ليس كوجه المخلوق، ويدًا ليست
كَيَدِ المخلوق، وأصابع ليست كأصابع المخلوق.
فصفات الله تليق بجلاله وعظمته، وإن كان لها نظير في صفات المخلوقين من حيث
اللفظ ومن حيث المعنى، ولكن من حيث الكيفية