فإنها تختلف عن صفات
المخلوقين، قال عز وجل: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ
شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
فلا يُسأل بوجه الله الأمور الحقيرة من حطام الدنيا؛ كمن يقول: «أسألك بوجه الله أن تعطيني القلم»، «أسألك بوجه الله أن تعطيني مِائة ريال»
أو ما أشبه ذلك من متاع الدنيا، هذا تحقير لصفات الله عز وجل، وإنما تُسأل به أعظم
المطالب وهي الجنة أو ما يوصل إلى الأعمال الصالحة.
فوجه الله عز وجل لا يُسأل به إلا الشيء العظيم؛ لأنه عظيم. وأما
السؤال بوجه الله في الأشياء الحقيرة، فهذا فيه تنقص لله عز وجل.
وينبغي أن ننتبه أن الصفة لا تُسأل ولا تُدْعَى، فلا يقال -مثل ما
يقوله الجهال: يا وجه الله، يا رحمة الله، يا قدرة الله !! هذا لا يجوز، إنما
يُدْعَى الموصوف ويُتوسَّل إليه بالصفة، قال عز وجل: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]،
أي: توسلوا إليه بها. فتقول: برحمتك أستغيث، ومن عذابك أستجير، ارحمني برحمتك أنت
أرحم الراحمين.
فالصفة يُدْعَى بها ولا تُدْعَى؛ لأنها تابعة للموصوف، فلا يقال: يا وجه
الله، يا قدرة الله...!! هذا لا يجوز، وهو حرام شديد التحريم، بل مِن العلماء مَن
يرى أن مَن فعله يكفر بذلك.
ففَرْق بين الطلب من الصفة وبين الطلب بها: الطلب بها معناه التوسل
إلى الله بها. وأما الطلب منها فهذا لا يجوز؛ لأن هذا معناه أنها غير الله، وصفات
الله ليست غيره، بل هي تابعة لذاته سبحانه وتعالى.