ثم أورد المصنف حديث جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: «لاَ يُسْأَلُ
بِوَجْهِ اللَّهِ، إِلاَّ الْجَنَّةُ»، والحديث ضعيف، لا شك في ضعفه، فكيف
أورده المصنف؟
الجواب عن ذلك: أن المصنف أورده
لأنه يَدخل تحت أصول وله شواهد، والضعيف إذا كان له شواهد ويَدخل تحت أصول ثابتة،
فإنه يُستدل به. أما إذا لم يكن له شواهد ولا يَدخل تحت أصول ثابتة، فإنه لا يُحتج
به.
وهذا الحديث له
شواهد وله أصول ثابتة يَدخل تحتها، وهي: تعظيم صفات الله سبحانه وتعالى، واحترام
أسماء الله.
قوله: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ
قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي...» إلى آخر الحديث، هذا الدعاء مشهور بـ «دعاء الطائف».
فقد خرج النبي صلى الله
عليه وسلم إلى الطائف بعدما مات عمه أبو طالب، الذي كان يحميه ويَرُد عنه كيد
أعدائه، وماتت زوجته خديجة رضي الله عنها، التي كانت تؤازره وتُسَرِّي عنه ما
يصيبه من الهموم والأثقال، فتَسَلَّطَ عليه المشركون بعد موت عمه وزوجته في عام
واحد. فخرج إلى الطائف يدعوهم إلى الله، لعلهم يستجيبون له ويجد عندهم مأوى
وملاذًا من أذى قريش، لكنهم ردوه ردًّا قبيحًا، وأَغْرَوْا سفهاءهم وعبيدهم يرمونه
بالحجارة، حتى أَدْمَوْا قدميه صلى الله عليه وسلم.