×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 فلما بلغ صلى الله عليه وسلم وادي نخلة راجعًا صلى الفجر وقرأ القرآن، فسمعته الجن، فأعجبهم القرآن وآمنوا به، ودَعَوْا قومهم إلى الإسلام، قال عز وجل: ﴿وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ [الأحقاف 29]، وقال عز وجل: ﴿قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا [الجن: 1]، ودعا ربه بهذا الدعاء العظيم.

الشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ»، هنا استعاذ بنور وجهه من أذى الكفار.

والحديث الذي في الباب: «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ، إِلاَّ الْجَنَّةُ».

فكيف يُجمع بين الحديثين؟

والجواب عن هذا: أن سؤاله صلى الله عليه وسلم أن يعصمه الله من أذى الكفار، وأن يمكنه من إظهار هذا الدين - هذا مما يوصل إلى الجنة. فلا بأس أن يُسأل بوجه الله إذا كان الشيء المسئول مما يوصل إلى الجنة.

**********


الشرح