فشَبَّهوا الله في ابتداء
آرائهم الفاسدة بخلقه، ثم عطلوه من صفات كماله، وشبهوه بالناقصات والجمادات
والمعدومات!! فشبهوا أولاً، وعطلوا ثانيًا، وشبهوا ثالثًا بكل ناقص أو معدوم!
فتركوا
ما دل عليه صريح الكتاب والسُّنة، وما عليه سلف الأمة، ومن إثبات ما وصف الله به
نفسه، ووصفه به رسوله، على ما يليق بجلاله وعظمته، إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا
تعطيل، كما قال عز وجل: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ
وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
وقد
صَنَّف أئمة السُّنة لما حدثت بدعة الجهمية مصنفات كثيرة في الرد عليهم؛ كالإمام
أحمد، وابنه عبد الله، والخَلاَّل، وأبي بكر الأثرم، وعثمان بن سعيد الدارمي،
وإمام الأئمة محمد بن خزيمة، وأبي عثمان الصابوني، وخَلْق من أئمة السُّنة لا يمكن
حصرهم.
وكذلك
مَن بعدهم؛ كأبي محمد موفق الدين، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن قيم الجوزية.
ومَن
في طبقتهم؛ كالعماد ابن كثير، والحافظ ابن عبد الهادي، وابن رجب، والذهبي...
وغيرهم من أهل السُّنة والجماعة.
وكتبهم
مشهورة موجودة بين أهل السُّنة والجماعة، فلله الحمد على ظهور الحق ونشره، والدعوة
إليه والمحافظة عليه.
**********
قال رحمه الله: «باب مَن
جَحَد شيئًا من الأسماء والصفات» الجحود: النفي والإنكار. أي: باب بيان حُكْم
مَن نفى وأنكر شيئًا من أسماء الله وصفاته.