وذلك لأن التوحيد ثلاثة أنواع:
النوع الأول: توحيد الربوبية، وهو إفراد الله عز وجل بأفعاله.
النوع الثاني: توحيد الألوهية، وهو إفراد الله عز وجل بأفعال العباد
التي يتقربون بها إليه مما شَرَعه لهم.
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه
في كتابه، أو أثبته له رسوله في سنته، من الأسماء والصفات؛ لأن الله عز وجل
يُعْرَف بأسمائه وصفاته، ويُسأل ويُدْعَى بأسمائه وصفاته، وهي تدل على عظمته وعلى
كماله سبحانه وتعالى؛ فلذلك كَثُر ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية؛ لحاجة
الخلق إليها ليعرفوا ربهم بها، ويسألوه بها، ويتوسلوا بها إليه سبحانه وتعالى.
والواجب الإيمان بها، وإثباتها بلفظها ومعناها.
وتوحيد الأسماء والصفات في الحقيقة داخل في توحيد الربوبية؛ لأنها من أفعال
الله عز وجل.
فهي إما أن تكون صفات ذات؛ كالوجه، واليدين... وغير ذلك من صفات الذات.
وإما أن تكون صفات أفعال؛ كالخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، والعلو، والاستواء،
والنزول، والمجيء، والإتيان، والرضا، والغضب.
فهي في الحقيقة داخلة في توحيد الربوبية؛ ولذلك بعض العلماء يُجْمِل فيقول:
التوحيد نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وهو التوحيد العلمي الخبري، أي: توحيد
الربوبية والأسماء والصفات. وتوحيد عملي طلبي، وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة،
والتقرب إليه بأنواع