العبادة التي شرعها الله
سبحانه وتعالى، وهذا يُسمَّى: توحيد القصد والطلب، أو توحيد الألوهية، أو توحيد
العبادة.
ولكن في أواخر عهد الصحابة رضي الله عنهم، ومع ظهور بعض الفرق الضالة،
الذين جحدوا الأسماء والصفات، أو جحدوا الصفات وأثبتوا الأسماء، أو جحدوا بعض
الصفات. لما وُجدت هذه الفرق وخاضت في أسماء الله وصفاته، احتاج أهل السُّنة
والجماعة إلى أن يُفردوا هذا القسم ويجعلوه قسمًا مستقلًّا؛ ليَرُدوا على هؤلاء
المبتدعة.
وأول مَن جَحَد شيئًا من الأسماء والصفات: هم الكفار والمشركون الذين
أنكروا اسم «الرحمن»، فقد كانوا
يُقرون بجملة أسماء الله وصفاته، ولكنهم أنكروا هذا الاسم وهو «الرحمن»، كما ذَكَر الله ذلك عنهم في
القرآن. وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله.
ثم تطور هذا المذهب الخبيث، وورثه الجَهْمية والمعتزلة والأشاعرة
والماتريدية، وفِرَق الضلال.
فمنهم مَن أنكر الأسماء والصفات، وهم الجَهْمية. ومنهم مَن أنكر الصفات دون
الأسماء. ومنهم مَن أثبت الأسماء وبعض الصفات.
والواجب إثبات كل ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات، وما أثبته له
رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.
وهذا هو مذهب أهل السُّنة والجماعة، الذين ثبتوا على الحق، وثبتوا على ما
جاء في الكتاب والسُّنة.