×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: [ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ الآية:

رَوَى ابن جرير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ساجدًا: يا رحمن يا رحيم. فقال المشركون: هذا يزعم أنه يدعو واحدًا وهو يدعو مَثْنَى مَثْنَى!!. فأنزل الله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا [الإسراء: 110] الآية ([1]).

**********

 قوله: «ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن، أنكروا ذلك»، هذا في صلاته صلى الله عليه وسلم في مكة، وكذلك في الحديبية لما قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: «اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، قَالَ سُهَيْلٌ: «أَمَّا الرَّحْمَنُ، فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنِ اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ كَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ» ([2]).

قال: «فأنزل الله فيهم: ﴿وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ » فدل على أن مَن نفى أسماء الله وصفاته فإنه يَكفر، والعياذ بالله.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: ابن جرير (17/ 580).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2731)، ومسلم رقم (1784).