×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفيه ثلاث مفاسد:

أحدها: سب من ليس بأهل.

الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع 31، وأنه ظالم، وأشعار هؤلاء في سبه كثيرة جدًا،

*****

ولذلك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ» ([1]).

فقوله: «وَأَنَا الدَّهْرُ» يفسره قوله: «أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»، وليس معناه أن الدهر من أسماء الله، لا، بل معناه: أنه هو الذي يدبر الليل والنهار، فالدهر مملوك لله، وليس للدهر من الأمر شيء، وليس من أسماء الله؛ كما توهمه الإمام ابن حزم رحمه الله.

قوله: «سب من ليس بأهلٍ»، وهو الدهر، الدهر ليس له تصرف، ولا يتحمل السب أو المدح.

متضمن للشرك؛ لأنه ظن أن الدهر يضر وينفع، وأن الذي جرى عليه إنما هو من الدهر، لا من الله، وهذا شرك.

الضار والنافع هو الله سبحانه وتعالى.

أشعار العرب في الجاهلية في سب الدهر كثيرة جدًا، يسبون الدهر، ويذمونه، وينسبون الحوادث إليه، وينسبون إليه ما يكرهون، مع أن الدهر ليس له تصرف، إنما هو من خلق الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (4826)، ومسلم رقم (2246).