وكثير من الجهال
يصرح بلعنه.
الثالثة: أن السب
إنما يقع على فاعل هذه الأفعال، التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم، لفسدت السماوات
والأرض، وإذا وافقت أهواءهم، حمدوا الدهر وأثنوا عليه.
*****
بلعن الدهر؛ يقول:
الله يلعن الساعة التي جمعتني أنا وإياك... وهكذا، والدار التي جمعتني معك...، إلى
آخره.
الثالثة هذه أشد؛ أن
سب الدهر يقع على من خلق الدهر، وأجرى فيه الحوادث، وهو الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا
قال الله جل وعلا: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا
الدَّهْرُ»، فمسبة العبد للدهر مسبة لله سبحانه وتعالى.
35 الله جل وعلا
يفعل ما يشاء من الخير والشر، ولكن لحكمة؛ فلا يفعل الشر من أجل الشر، إنما يفعله
سبحانه وتعالى لحكمة عظيمة، فهو عز وجل يبتلي عباده بالخير والشر، قال تعالى: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ
وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35].
فهو سبحانه وتعالى
لا يخلق الشر لأجل الشر، وإنما يخلقه لأجل الخير والابتلاء والامتحان.
قال تعالى: ﴿وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلۡحَقُّ أَهۡوَآءَهُمۡ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ﴾ [المؤمنون: 71]، لو أنه لا يجرى إلا ما يشتهيه الناس، لفسدت السماوات والأرض، وإنما يجري فيه الخير والشر، وما يشتهيه الناس، وما يكرهونه لحكمة إلهية، وفي هذا عمارة السماوات والأرض ومن فيهن.