×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَقُولُ أَحَدُكُمْ: تَعِسَ الشَّيْطَانُ، فَإِنَّهُ يَتَعَاظَمُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ،

*****

كذلك من وضع الشيء في غير موضعه ذم الشيطان، إذا أذنب الإنسان، فإنه يذم الشيطان، لا. ذم نفسك، تب إلى الله، واستغفر الله بدلاً من أن تلعن الشيطان، وتسب الشيطان، ارجع على نفسك، ولُمْ نفسك، الشيطان يوم القيامة يقول لأتباعه: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ [إبراهيم: 22].

فلماذا لا تلوم نفسك إذا وقعت في المعصية؟!! لماذا لا تلوم نفسك، وتتوب إلى الله، وتستغفر الله عز وجل ؟! أما إذا صرت تلوم الشيطان، فإنه يفرح بهذا، ويقول: أنا أغريت ابن آدم، وأنا أغضبته، ولذا يفرح الشيطان بهذا، لكن كونك تستغفر الله، هذا هو الذي يقصم ظهر الشيطان، تتوب إلى الله هذا هو الذي يقصم ظهر الشيطان.

وإذا وقع الإنسان أثناء سيره، أو وقع في حفرة، أو وقع من على الدابة، فليقل: «بِسْمِ اللَّهِ»، ولا يلعن الشيطان إذا وقع؛ لأن بعض أهل الجهل إذا وقع يلعن الشيطان، هذا لا يجوز؛ لأن هذا يفرح الشيطان، فيجب على الإنسان أن يقول: «بِسْمِ اللَّهِ»؛ يطرد الله عنك الشيطان، ولا يضرك.

يتعاظم الشيطان في نفسه، ويقول: أنا أضررت ابن آدم، وأدركت مطلوبي منه، فأنت تقول: «بِسْمِ اللَّهِ» بدلاً من «تَعِسَ الشَّيْطَانُ»، أو «لَعَنَ اللَّهُ الشَّيْطَانَ»، وما أشبه ذلك، هذا ليس من الشيطان، وإنما هذا قدر، قضاه الله عز وجل.


الشرح