فَيَقُولُ:
بِقُوَّتِي صَرَعْتُهُ، وَلَكِنْ
لِيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَتَصَاغَرُ حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ
الذُّبَابِ» ([1]).
وفي حديث آخر
يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا لَعَنَ الشَّيْطَانَ يَقُولُ:
إِنَّكَ لَتَلْعَنُ مُلَعَّنًا» ([2]).
ومثل هذا قول
القائل: أخزى الله الشيطان، وقبَّح الله الشيطان،
*****
لأنه يظن أن الشيطان
هو الذي يصرعه، وهو الذي ألقاه وأسقطه، مع أن الله عز وجل هو الذي أسقطه، وهو الذي
ألقاه؛ لذا يجب أن يتحصن باسم الله.
إذا قال: «بِسْمِ
اللَّهِ»، أهان الشيطان، ويصير مثل الذباب، بل أحقر من الذباب؛ لأنه يقول: لم
يحصل من ابن آدم شيء؛ لأنه عرف أن هذا من الله عز وجل، وليس مني، تحصن بالله،
واستعان بالله، فعند ذلك يتصاغر.
هذا تحصيل حاصل؛ أنك
تلعن الشيطان، وهو ملعون، لعنه الله عز وجل، ليس بحاجة إلى أن تلعنه، فلا تشغل
نفسك بلعن الشيطان، ولكن عليك أن تشغل نفسك بالتوبة والاستغفار ولوم نفسك والندم،
هذا هو المطلوب منك.
وما أشبه هذه الألفاظ، لا تلقِ باللوم على الشيطان؛ لأنه
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4982)، وأحمد رقم (20591)، والحاكم رقم (7792).