×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن ذلك كله يفرحه، ويقول: علم ابن آدم أني نلته بقوتي. وذلك ما يعينه على إغوائه. فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله، ويذكر اسمه، ويستعيذ بالله منه، فإن ذلك أنفع له وأغيظ للشيطان..

ومن ذلك: «نهيه صلى الله عليه وسلم أن يقول الرجل: خَبُثَتْ نَفْسِي، ولكن يقول: لَقِسَتْ نَفْسِي» ([1])، ومعناهما واحد؛ أي: غثت نفسي، وساء خلقها،

*****

 يفرح بذلك، بل يجب عليك أن تلقي باللوم على نفسك، تب إلى الله عز وجل، استغفر، اندم على ما حصل.

يُفرح الشيطان عليك.

إن مسك شيء من الشيطان، فإنك تذكر الله عز وجل، تقول: لا إله إلا الله، أستغفر الله، وأتوب إليه، وما أشبه ذلك.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰٓئِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ [الأعراف: 201]، فارجع إلى الله سبحانه وتعالى.

من الألفاظ المنهي عنها أن يقول: «خَبُثَتْ نَفْسِي»، إذا كان به مرض أو به أثر، ولكن ليقل: «لَقِسَتْ نَفْسِي»؛ بمعنى: أنها تأثرت.

معناهما واحد: «خَبُثَتْ، لَقِسَتْ»، ولكن «لَقِسَتْ» هذا لفظ مناسب؛ بمعنى: ثقلت، أو بمعنى: تأثرت، وإلا فإن معناهما واحد.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6180)، ومسلم رقم (2251).