×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فكره لهم لفظ الخبث؛ لما فيه من القبح والشناعة.

ومنه: نهيه صلى الله عليه وسلم عن قول القائل بعد فوات الأمر: «لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا»، وقال: «إِنَّهَا تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» ([1]).

*****

النفس الخبيثة شريرة، فلا تقل: خبثت نفسي. أتصير نفسك خبيثة؟! لكن قل: إنها قد أصابها شيء، «لَقِسَتْ» بمعنى: ثقلت، بمعنى: تأثرت، ولا تقل: خَبُثَتْ.

الواجب على المسلم أن يؤمن بالقضاء والقدر؛ يفعل الأسباب، ويؤمن بالقضاء والقدر، فيجمع بين الأمرين؛ فعل الأسباب النافعة، مع الإيمان بالقضاء والقدر، وأن الأسباب لا توجب حصول المقصود، فهذا بيد الله سبحانه وتعالى؛ فلا يعتمد عليها، وإنما يعتمد على الله سبحانه وتعالى مع فعل الأسباب، وهذا هو الجمع بين فعل الأسباب والتوكل.

فلا يترك الأسباب، ويقول: أنا متوكل على الله. ولا يعتمد على الأسباب، ويترك التوكل على الله، ويظن أن الأسباب كافية. هذا هو شأن المسلم.

فإن فعل السبب، ولم يحصل مقصوده، فليرض بقضاء الله وقدره، وليعلم أن الله سبحانه وتعالى إنما أخر النتيجة لخير له، ولو عجلها، لكان ذلك شرًا له، فعليه أن يكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، فإذا أصابه شيء فلا يقل: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكذَا لَكَانَ كَذَا وَكَذَا، «وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»، فهذا الحديث منهج يسير عليه المسلم.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2664).