×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وأرشده إلى ما هو أنفع منها، وهو أن يقول: «قَدَّرَ اللَّهُ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ»؛ وذلك لأن قوله: لو كنت فعل كذا، لم يفتني ما فاتني، أو لم أقع فيما وقعت فيه، كلام لا يجدي عليه فائدة،

*****

قال صلى الله عليه وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ، فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»، فهذا منهج واضح، يسير عليه المسلم في أنه يفعل الأسباب، ولا يتكاسل، ولا يأخذه العجز والكسل عن فعل الأسباب فإن حصلت النتيجة، فالحمد لله، وإن لم تحصل، فلا يجزع، ولا يتسخط لقضاء الله وقدره، ويقول: لو أني فعلت كذا وكذا. لأن هذا ليس ناشئًا عن كونك ما فعلت، وإنما هو ناشئ عن قضاء الله وقدره، «فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا،، وَلَكِنْ قَدَّرَ اللَّهُ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»، هذا هو سبب النهي؛ أنك إذا قلت: لو أني فعلت كذا، لكان كذا، فإن الشيطان يتسلط عليك بالوساوس، ويتسلط عليك بالندم والحسرة.

أما إذا أسندت الأمر إلى الله عز وجل وإلى قضائه وقدره، فإنك تستريح، وينغلق عنك باب الشيطان.

فإن كلمة «لَوْ» تفتح عمل الشيطان، ولهذا عقد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد باب ما جاء في الـ «لَوْ»، وأورد هذا الحديث.

إنما يجدي عليه التحسر، ولا يجدي عليه فائدة، ولا يحصل له ما فاته، وإنما يفتح عليه باب التحسر، ويسلط عليه الشيطان.


الشرح