فإنه غير مستقبلٍ
لما استدبر، وغير مستقيل عثرته بـ «لَوْ».
وفي ضمنها: أن الأمر
لو كان كما قدره في نفسه، لكان غير ما قضاه الله عز وجل، ووقوع خلاف المقدر محال،
فقد تضمن كلامه كذبًا وجهلاً ومحالاً، وإن سلم من التكذيب بالقدر، لم يسلم من
معارضته بـ «لَوْ».
*****
أي: أن كلمة «لَوْ»
لا تفيده شيئًا، إلا أنها تفتح عليه عمل الشيطان.
في ضمن هذا إنكار
القدر، وأن الذي حصل عليه ليس من القضاء والقدر، وإنما من تقصيره هو، وعدم فعله.
وقوع خلاف المقدر
محال؛ فما قدره الله سبحانه وتعالى لا بد أن يقع، ولو فعلت ما فعلت، فأنت عليك
الرضى بالقضاء والقدر؛ لتستريح، وربما أراد الله لك خيرًا.
قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيۡكُمُ
ٱلۡقِتَالُ وَهُوَ كُرۡهٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]،
فأسند الأمر إلى الله عز وجل، فإذا كنت لم تقصر، ولم تترك الأسباب، فلماذا تلوم
نفسك؟ أنت أديت الذي تقدر عليه، وما هو بجانب الله تكله إلى الله.
قوله: «لَوْ
أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، لَكَانَ كَذَا وَكَذَا»، هذا يتضمن كذبًا
وجهلاً محالاً.
إن سلم من التكذيب بالقدر، لم يسلم من معارضة القدر بكلمة «لَوْ». والمنافقون لما حصلت وقعة أحد، وحصل على المسلمين