×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ولا يتمنى ما لا مطمع في وقوعه، فإنه عجز محض، والله يلوم على العجز، ويحب الكيس.

وهو مباشرة الأسباب التي تفتح عمل الخير، وأما العجز فيفتح عمل الشيطان، فإنه إذا عجز عما ينفعه، صار إلى الأماني الباطنة، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منهما،

*****

الذي ينبغي له هو أن يحتاط للمستقبل، وأما ما فات، فلن يستطيع رده بالحسرة والندامة.

قوله: «الْكَيِّسُ» أي: العقل والحزم، فالله سبحانه وتعالى يحب ذلك، ويكره الكسل والعجز، ويستعيذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم: «...وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ...» الحديث ([1]).

أما كلمة «لَوْ»، فإنها تفتح عمل الشيطان، وأما فعل الأسباب، فإنه يفتح باب الخير.

قال صلى الله عليه وسلم: «الْكَيِّسُ»؛ يعني: العاقل والحازم «مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ»، هذا هو الْكَيِّسُ. «وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى الله الأَمَانِيَّ» ([2])؛ أي: أن العاجز يريد الأماني بدون عمل وبدون سبب، وهذا لن يحدث؛ فالله جل وعلا ربط المسبَّبات بالأسباب.

قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (2823)، ومسلم رقم (2706).

([2] أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).