×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وهما مفتاح كل شر، ويصدر عنهما الهم والحزن والجبن، والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ([1])،

فمصدرها كلها عن العجز والكسل، وعنوانها «لَوْ»؛ فإن المتمني من أعجز الناس

*****

 الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ» ([2]).

قوله: «وَضَلَعِ الدَّيْنِ»؛ أي: كثرة الدين، الدين بلا شك هم، وأصحاب الديون يشغلونه، ويكدرون عليه حياته.

وقوله: «وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»؛ أي: قهر الرجال، فإذا قهرك الرجال، فلن تستطيع التخلص منهم، إذا سلطهم الله عز وجل عليك، فلن تستطيع التخلص منهم.

«الْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفسَهُ هَوَاهَا»، العاجز هو الذي يكسل عن فعل الأسباب، واتخاذ الأسباب، ويتمنى النتائج الطيبة بدون فعل أي شيء؛ فالذي لا يزرع لا يحصد، والذي لا يتزوج لا ينجب، فكل شيء له سبب، فالذي لا يطلب الرزق لا يأتيه الرزق بدون سبب، فلابد من فعل الأسباب، حتى الطيور تعرف هذا، «تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» ([3]).

فقوله: «تَغْدُو»؛ أي: تطلب الرزق في الصباح.


الشرح

([1] كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (6363).

([2] أخرجه: البخاري رقم (2823)، ومسلم رقم (2706).

([3] أخرجه: الترمذي رقم (2344)، وابن ماجه رقم (4164)، وأحمد رقم (205).