×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فإن المكروه الوارد على القلب: إما أن يكون سببه أمرًا ماضيًا، فهو يحدث الحزن، وإما توقع مستقبلٍ، فهو يورث الهم، وكلاهما من العجز، فإن ما مضى لا يدفع بالحزن، بل بالرضى، والحمد، والصبر، والإيمان بالقدر، وبقول العبد: قَدَّرَ اللَّهُ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ.

وما يستقبل لا يدفع بالهم، بل إما أن يكون له حيلة في دفعه، فلا يعجز عنه، وإما أن لا يكون له حيلة، فلا يجزع منه، ويلبس له لباسه من التوحيد والتوكل، والرضى بالله ربًا فيما يحب ويكره.

والهم والحزن يضعفان العزم، ويوهنان القلب، ويحولان بين العبد وبين الاجتهاد، فيما ينفعه، فهما حمل ثقيل على ظهر السائر.

*****

الماضي لا يستدرك بالحزن، وإنما يستدرك بالرضى بالقضاء والقدر، والمستقبل لا يحصل بالتمني والكسل والخمول، وإنما يحصل بالحركة؛ بفعل الأسباب.

هذا الذي يجمع لك الرضا بالقضاء والقدر وفعل الأسباب: التوحيد، توحيد الله جل وعلا هو الذي يجمع لك هذه الأمور؛ فالتوحيد فيه التوكل، فيه الاستعانة بالله عز وجل، فيه التوبة والاستغفار من التقصير، كل هذا يجتمع في التوحيد.

بعض الأشخاص عندما تنصحه بالخروج من أجل أن يعمل ويكتسب ويفعل الأسباب، يتعلل بخوفه من عدم التحصيل، أو من


الشرح