×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ومن حكمة العزيز الحكيم، تسليط هذين الجندين على القلوب المعرضة عنه؛ ليردها عن كثير من معاصيها، ولا تزال هذه القلوب في هذا السجن حتى تخلص إلى فضاء التوحيد، والإقبال على الله.

*****

 إصابته بكذا وكذا، ويصير عنده من الشكوك والتردد ما يقعده عن العمل، فمثل هذا يبقى حسيرًا، لا ينتج شيئًا لنفسه، فمثل هذه المخاوف عليك بتركها: ﴿فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159]، فعليك بالعزم، العزم على فعل الخير، وما ينفع: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ» ([1]).

أما هذه الترددات وهذه الشكوك، فهذه من الشيطان.

تسليط الجندين - الهم والحزن - على القلوب المعرضة عن الله سبحانه وتعالى؛ فإن الهم والحزن يتسلطان على العبد، فيصبح الإنسان دائمًا على خوف ووجل، ولا يقدم على شيء بدعوى خوفه من كذا، أو خوفه من أن يصاب بكذا.

التوحيد فيه الرضا بالقضاء والقدر، فيه التوكل على الله، فيه الاستعانة بالله؛ فالتوحيد هو الذي يفتح لك المجال الواسع، يطرد عنك الهموم والوساوس والأحزان، التوحيد يحررك من الخوف من الناس، والخوف من شرهم، ويعلقك بالله عز وجل، ويعصمك بالله؛ فالتوحيد كله خير.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2664).