ولا سبيل إلى
خلاص القلب من ذلك إلا بذلك، ولا بلاغ إلا بالله وحده، فإنه لا يوصل إليه إلا هو،
ولا يدل عليه إلا هو.
*****
وأما الذين يتعلقون
بغير الله عز وجل من الأولياء والأموات، فإنهم يصابون بالخوف الشديد منهم، يصابون
بالخوف الشديد من الأولياء، خوفًا من الضرر أو قتل الأولاد، كلما خاف الإنسان من
مخلوق، سلط الله هذا المخلوق عليه، لكن إذا خاف من الله عز وجل وحده، وتوكل على
الله وحده، لكفاه المخلوقين، ودفع عنه شرهم، أما إذا خاف المخلوقين، سلطهم الله
عليه، وسلط الله عليه الهموم والوساوس، قال تعالى: ﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ﴾ [الزمر: 36]؛ أي:
معبوداتهم.
وقال تعالى في سورة
هود: ﴿إِن نَّقُولُ إِلَّا
ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ
مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ٥٤ مِن
دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ٥٥ إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي
وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ
رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [هود: 54- 56].
وقال تعالى على لسان
إبراهيم عليه السلام: ﴿وَكَيۡفَ
أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا
لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ
تَعۡلَمُونَ﴾ [الأنعام: 81]. الموحد أم المشرك؟ الموحد؛ كما قال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ
ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]. هذا هو التوحيد.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُعَلِّمُكُمُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مُوسَى عليه السلام حِينَ جَاوَزَ الْبَحْرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ؟» فَقُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ،