وإذا قام العبد
في أي مقامٍ كان، فبحمده، وبحكمته أقامه فيه، ولم يمنع العبد حقًا هو له؛ بل منعه
ليتوسل إليه بمحابه فيعطيه،
*****
وَلاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ» ([1]).
إذا اعتمد العبد على
الله، وفقه الله، وأخذ بناصيته، وكفاه شر ما يخاف، وأما إذا خاف العبد من
المخلوقين ومن الأموات والأولياء، فإنه يكون أخوف الناس، كل شيء يخيفه.
ولهذا جاء في الحكمة
أو في الأثر: «مَنْ خَافَ اللهَ أَخَافَ اللهُ مِنْهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَمَنْ
لَمْ يَخَفِ اللهَ خَافَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» ([2])، ولهذا قال تعالى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ
وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175].
كونك لم يحصل لك المطلوب،
هذا من مصلحتك، لماذا؟ السبب في ذلك أنك إذا لم تحصل على مرادك ومطلوبك، تلجأ إلى
الله سبحانه وتعالى، تعرف خطأك، وتتوب إلى الله، فيكون هذا سببًا في استقامتك،
وإلا فإن الله عز وجل يعطي الكفار والمشركين ما يريدون في هذه الحياة الدنيا، قال
تعالى: ﴿مَن
كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ
أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ﴾ [هود: 15]، فهذا
إنما هو استدراج لهم، وليس من صالحهم.
وأما المؤمن، فإن الله عز وجل قد يحجب عنه بعض الأشياء التي يحبها؛ من أجل مصلحته، كما أن الطبيب يحجب المريض من بعض المأكولات والمشروبات؛ خوفًا عليه من آثارها.
([1]) أخرجه: الطبراني في «الأوسط» رقم (3394).