×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

﴿وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ [الأنعام: 53].

*****

 ليست أمرًا مكتسبًا، يحصل عليها الإنسان بكده وتعبه وكسبه وزهده وأعماله، وإنما الرسالة اجتباء من الله جل وعلا، هو الذي يجتبي الرسل قال الله تعالى لموسى عليه السلام: ﴿وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ [طه: 13]؛ أي: أن الله يختار لرسالته من يعلم أنه يقوم بها، وأنه أهل لها.

قال الله: ﴿وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥٢ وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لِّيَقُولُوٓاْ أَهَٰٓؤُلَآءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنۢ بَيۡنِنَآۗ أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ [الأنعام: 52- 53]

كان المشركون يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعد الفقراء عن مجلسه -صهيبًا، وعمارًا، وبلالاً، وسلمان-، ويقولون: اطرد هؤلاء، نحن لا نجلس معهم، اطردهم؛ لنأتي ونجلس معك؛ لنستمع الرسول صلى الله عليه وسلم لحبه للخير وللهداية هم بذلك، هم أن يجعل للفقراء مجلسًا خاصًّا، وللأكابر مجلسًا خاصًّا بهم، الله سبحانه وتعالى نهاه عن ذلك، وقال: ﴿وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَيۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَيۡءٖ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَيۡهِم مِّن شَيۡءٖ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ [الأنعام: 52]، نهاه الله سبحانه وتعالى عن ذلك، وأخبر أن هؤلاء خير من هؤلاء، وأن الله اختارهم لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وحرم هؤلاء الأكابر منها؛ لأنهم معجبون بأنفسهم ومتكبرون.

82 قوله تعالى: ﴿أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ [الأنعام: 53]، فالله منَّ على هؤلاء -لأنهم شاكرون- من نعم الله، وحرمها من هؤلاء؛ لأنهم لا يشكرون نعمة الله.


الشرح