×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم أُحُدٍ، لما قيل لهم بعد انصرافهم من أُحُدٍ: ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ [آل عمران: 173] فتجهزوا، وخرجوا لهم، ثم قالوها، فأثرت أثرها.

*****

لما حصلت المصيبة على المسلمين بالقتل والجراح، وأدبر المشركون يتفاخرون بما أصابوا من المسلمين، تَلاَوَمُوا فيما بينهم، وقالوا: إذا عدنا إليهم، لماذا تركنا بقيتهم؟! نرجع إليهم ونستأصلهم.

فجاء النذير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبره بمقالة المشركين، فأمر على أصحابه، أمر على الجرحى، الذين معه ومن خرج معه إلى أحد، أمرهم بالاستعداد والْكَرةَ، فخرجوا، وهم جرحى، وهم مُثْخَنون بالمصيبة، خرجوا، ونزلوا يترقبون قدوم العدو إليهم.

فلما أن علم العدو بخروجهم، أصابه الرعب، وقالوا: ما خرجوا إلا وفيهم قوة، فانهزموا، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ [آل عمران: 173]؛ أي: أبا سفيان وقومه.

وقوله: ﴿قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ؛ أي: جمعوا لكم القوة، الرجال.

﴿وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ، فماذا كانت النتيجة؟

قال تعالى ﴿فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ [آل عمران: 174].

ثم قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175].


الشرح