×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فأبدلها بـ «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» ([1]). ولم يجئ عنه الجمع بينهما، ولا الاقتصار على الحيعله، وهذا مقتضى الحكمة،

*****

وإنما يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»، هذا للذي يتابع المؤذن، ما المناسبة؟

المناسبة: أن المؤذن يدعوه إلى الحضور بقوله: «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ»، فأنت تقول: لا حول لي ولا قوة لي على الحضور، إلا بالله عز وجل. تستعين بالله، هذا من باب الاستعانة بالله عز وجل على الحضور وإجابة المؤذن.

أي: لا تحول من حال إلى حال، ولا قوة على ذلك، إلا بالله عز وجل، وهذا فيه التبرؤ من الحول والقوة.

لم يرد عنه صلى الله عليه وسلم الجمع بينهما أنه يقول: «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»، هذا لم يرد، إنما يقتصر على قول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».

ولم يرد عنه أن السامع يقتصر على الحيعلة، ولا يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»، هذا لم يرد، لم يرد الجمع بينهما، ولا الاقتصار على الحيعلة، وإنما الذي ورد هو الاقتصار على قول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».

هذا بيان للحكمة في كون أنه يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».


الشرح

([1] كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (385).