فأبدلها بـ «لاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ» ([1]). ولم
يجئ عنه الجمع بينهما، ولا الاقتصار على الحيعله، وهذا مقتضى الحكمة،
*****
وإنما يقول: «لاَ
حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»، هذا للذي يتابع المؤذن، ما المناسبة؟
المناسبة: أن المؤذن
يدعوه إلى الحضور بقوله: «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ»،
فأنت تقول: لا حول لي ولا قوة لي على الحضور، إلا بالله عز وجل. تستعين بالله، هذا
من باب الاستعانة بالله عز وجل على الحضور وإجابة المؤذن.
أي: لا تحول من حال
إلى حال، ولا قوة على ذلك، إلا بالله عز وجل، وهذا فيه التبرؤ من الحول والقوة.
لم يرد عنه صلى الله
عليه وسلم الجمع بينهما أنه يقول: «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى
الفَلاَحِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ»، هذا لم يرد، إنما
يقتصر على قول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».
ولم يرد عنه أن
السامع يقتصر على الحيعلة، ولا يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ»، هذا لم يرد، لم يرد الجمع بينهما، ولا الاقتصار على الحيعلة،
وإنما الذي ورد هو الاقتصار على قول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ».
هذا بيان للحكمة في كون أنه يقول: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ».
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (385).