×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

الرابع: أن يقول بعد الصلاة عليه: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا».

الخامس: أن يدعو لنفسه بعد ذلك ([1]).

*****

 مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ»، هذا هو الثابت، وأما أن يأتي بألفاظ وأدعية لم ترد، فهذا تحذلق، ولا يجوز.

المبتدعة في رؤوس المنائر يرفعون أصواتهم قبل الأذان وبعد الأذان وبالصلاة على الرسول، كل هذا لا أصل له، وهذا يُدخل على الأذان ما ليس منه.

هذا كما في الآية: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا [الإسراء: 79]، والمقام المحمود: هو الشفاعة العظمى حينما يشفع صلى الله عليه وسلم عند ربه عز وجل في أن يحاسب الناس، ويريحهم من الموقف والحشر، فيستجيب الله شفاعته، فيحمده على ذلك الأولون والآخرون صلى الله عليه وسلم، هذا المقام المحمود ([2]). وأما الوسيلة، فقد بينَّها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها قصر في الجنة لا ينبغي إلا أن يكون لعبد صالح، وأرجو أن أكون هو، هذه هي الوسيلة؛ منزلة في الجنة ([3]).

أن يدعو المسلم لنفسه بما شاء بعد ذلك، لكن لا يرفع


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (524)، وابن حبان رقم (1695)، والطبراني في «الكبير» رقم (101).

([2] في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (4718).

([3] كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (384).