×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فقال: «إِنَّ هَذَا تَبِعَنَا، فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَهُ وَإِنْ شِئْتَ رَجَعَ» ([1]).

وكان صلى الله عليه وسلم يتحدث على طعامه؛ كما قال لربيبه رضي الله عنه: «سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» ([2]).

*****

 فَأْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ يَرْجِعَ رَجَعَ». فَقَالَ: لاَ، بَلْ قَدْ أَذِنْتُ لَهُ».

هذا فيه مراعاة لحق الداعي؛ أنه ربما لا يريد أحدًا، ربما يكره هذا الشخص،... إلى آخره.

كان صلى الله عليه وسلم يتحدث على الطعام، ولا يسكت؛ ليطيب خاطر الحاضرين وخاطر صاحب الطعام، ويظهر الانبساط والسرور، ولا ينقبض ويسكت، وإن تكلم بالذكر، فهو أفضل.

«رَبِيبُهُ»: هو عمر بن أبي سلمة؛ لأن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة، وكان لها طفل يقال له: عمر، تربى عند النبي صلى الله عليه وسلم.

لما أن قُدِّم الطعام، تسرع الطفل، وبدأ بالطعام بدون تسمية، وجالت يده في الطعام، فالنبي صلى الله عليه وسلم علمه الآداب وهو طفل، تعليم الأطفال أمر مهم جدًّا. قال له: «يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» فهذا فيه تربية الأطفال على الآداب الإسلامية، وعدم إهمالهم.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (5461).

([2] أخرجه: البخاري رقم (5376)، ومسلم رقم (2022).