وذكر أبو داود
عنه صلى الله عليه وسلم في قصة أبي الهيثم رضي الله عنه: فأكلوا، فَلَمَّا
فَرَغُوا قَالَ: «أَثِيبُوا أَخَاكُمْ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا
إِثَابَتُهُ؟ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا دُخِلَ بَيْتُهُ فَأُكِلَ طَعَامُهُ،
وَشُرِبَ شَرَابُهُ، فَدَعَوْا لَهُ فَذَلِكَ إِثَابَتُهُ» ([1]).
وصح عنه صلى الله
عليه وسلم: أنه دخل منزله ليلةً فالتمس طعامًا فلم يجده، فقال: «اللَّهُمَّ
أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي» ([2]).
*****
الصَّائِمُونَ،
وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَْبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ» ([3])، فيدعو لمن دعاه أو
من أكل عنده طعامًا، فلا يغسل يديه، ويخرج فقط، بل يدعو لصاحب البيت.
إثابته على طعامه؛
أي: مقابلة معروفه؛ بأن تدعو له، والدعاء خير له من الدراهم والدنانير والدنيا.
هذا يدل على أنه صلى
الله عليه وسلم تمر عليه حالات لا يكون في بيته شيء، مع أنه تأتيه أموال، ولكنه
صلى الله عليه وسلم كان ينفقها في سبيل الله، ينفقها في الدعوة إلى الله، ينفقها
على المحتاجين، يجهز بها الغزاة في سبيل الله، ولا يدخر لنفسه شيئًا صلى الله عليه
وسلم، حتى إنه يأتي عليه بعض الأحيان ليس في بيته شيء.
في هذه المرة دعا بطعام، فقالوا: ليس هناك شيء، فدعا صلى الله عليه وسلم لمن يقدم له شيئًا.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3853)، والبيهقي في «الشعب» رقم (4285).