×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان يدعو لمن يضيف المساكين، ويثني عليهم ([1]).

وكان صلى الله عليه وسلم لا يأنف من مؤاكلة أحدٍ صغيرًا كان أو كبيرًا، حرًّا أو عبدًا ([2]).

*****

الذين يضيفون المساكين، ويطعمونهم كان صلى الله عليه وسلم يدعو لهم، ويثني عليهم؛ من أجل تشجيعهم على ذلك، فهذا من باب التعاون على البر والتقوى، فإذا رأيت من يحسن إلى الناس، يحسن إلى الفقراء والمساكين، فشجعه بالثناء عليه والدعاء له في ذلك، فهذا من التعاون على البر والتقوى.

كان صلى الله عليه وسلم لا يأنف أن يشاركه أحد الطعام، ويأكل معه، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا - كما في قصة عمر بن أبي سلمة، وهو صغير-، أو كان غنيًّا أو فقيرًا، حتى من كان به عاهة، فكان صلى الله عليه وسلم لا يأنف أن يأكل معه، فقد أمر صلى الله عليه وسلم المجذوم أن يأكل معه، ولم يتطير، ولم يخف من العدوى، ولا من الجذام، فهذا من حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ [القلم: 4].

هناك من يترفعون عن الأكل مع المساكين، ويترفعون عن الأكل مع الضعفاء، ويريدون أن يقدم لهم طعام خاص، وهذا كله مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم؛ فإن مؤاكلة الفقراء والمساكين أحسن من مؤاكلة الأغنياء والأكابر.


الشرح

([1] كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (3798)، ومسلم رقم (2054).

([2] كما في الحديث الذي أخرجه: أبو داود رقم (3925)، والترمذي رقم (1817)، وابن ماجه رقم (3542).