×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان يأمر بالأكل باليمنى، وينهى عن الشمال، ويقول: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ» ([1]).

*****

هذا من آداب الأكل؛ أن يأكل باليد اليمنى، ولا يأكل باليد اليسرى، وهي الشمال؛ لأن الشيطان يأكل بشماله، وقد نهينا عن التشبه بالشيطان، وكما في القاعدة العامة: أن اليمين تقدم لما فيه الأخذ والإعطاء، والشمال تقدم لإزالة الأذى؛ تقديم اليمين على الشمال في الأكل والشرب. وقد رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: «كُلْ بِيَمِينِكَ». قَالَ: لاَ أَسْتَطِيعُ، قَالَ: «لاَ اسْتَطَعْتَ». مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ، قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ([2])، فما رفع يمينه إلى فِيهِ بعد ذلك، أصيب -والعياذ بالله-؛ لأنه تكبر على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذا من الآداب العظيمة: الأكل والشرب باليد اليمنى، الكفار الآن يأكلون بالشمال، ويشربون بالشمال؛ فهم أتباع الشيطان -والعياذ بالله-، فأما المسلمون فإنهم يأكلون باليمين، ويشربون باليمين.

وقد نهينا عن التشبه بالشيطان.

هذا مثل ما سبق بالترجيح؛ لأن العلماء اختلفوا: هل الأكل باليمين مستحب أم واجب، والأكل بالشمال مكروه أم محرم؟

الصحيح: أن الأكل باليمين واجب، وأن الأكل بالشمال محرم، وكذلك الشرب، هذا هو الصحيح؛ لأن هذا هو ظاهر الأمر والنهي، ولم يأت ما يصرف ذلك.


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2020).

([2] أخرجه: مسلم رقم (2021).