×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه: «كَانَ إِذَا شَرِبَ فِي الإِْنَاءِ تَنَفَّسَ ثَلاَثَةَ أَنْفَاسٍ، يَحْمَدُ اللَّهَ فِي كُلِّ نَفَسٍ، وَيَشْكُرُهُ فِي آخِرِهِنَّ» ([1]).

*****

هذه آداب الشرب، كذلك في بداية الشرب يسمي الله عز وجل، وأيضًا لا يشرب بنفس واحد، نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يشرب بنفس واحد كما يشرب البعير، لكن يشرب بثلاثة أنفاس ([2])، ينحي فمه عن الإناء في كل نفس، ويتنفس خارج الإناء، هذه هي السنة ([3]).

وفي قوله: «إِذَا شَرِبَ فِي الإِْنَاءِ تَنَفَّسَ» تقديم وتأخير، فقوله: «فِي الإِْنَاءِ» مقدمة على «تَنَفَّسَ»، هذا في الأصل تقديم الإناء على تنفس؛ «إِذَا شَرِبَ فِي الإِْنَاءِ تَنَفَّسَ».

تَنَفَّسَ ثَلاَثَةَ أَنْفَاسٍ خارج الإناء.

في بداية الأكل والشرب يسمي الله، وفي نهاية الأكل والشرب يحمد الله على نعمته، ويشكره.

يحمد الله على كل نفس ثلاث مرات: يتنفس الأولى، ويحمد الله. يتنفس الثانية، ويحمد الله. يتنفس الثالثة، ويحمد الله، ولا يقتصر على الثالثة والأخيرة.

يزيد في آخرهن: الحمد والشكر، فيقول: «الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالشُّكْرُ للَّهِ».


الشرح

([1] أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (10475)، والشاشي في «مسنده» رقم (595).

([2] أخرجه: الترمذي رقم (1885).

([3] أخرجه: مسلم رقم (2028).