×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وَمَا عَابَ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، بَلْ إِنْ كَرِهَهُ، تَرَكَهُ وَسَكَتَ ([1])، وربما قال: «أَجِدُنِي أَعَافُهُ» ([2])؛ أي: لا أشتهيه.

وكان صلى الله عليه وسلم يمدح الطعام أحيانًا؛

*****

هذا من آدابه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقدر النعمة، ويحترمها، لا يعيب شيئًا من الطعام؛ لأن هذا احتقار للنعمة، لكن إن ساغ له أكل، وإن لم يسغ له لم يأكل، لكن لا يعيب الطعام، ويقول بأن هذا الطعام لا ينفع، هذا رديء... إلى آخره؛ لأن هذا معناه عدم الشكر للنعمة، فهذا من آدابه صلى الله عليه وسلم أنه ما عاب طعامًا قط، بل إن أراده أكل، وإن لم يرده تركه، أو قال: «أَجِدُنِي أَعَافُهُ»، ولم يقل: هذا رديء، هذا ليس طيبًا.

سكت وقال: «أَجِدُنِي أَعَافُهُ».

فهو يُرجِع هذا إلى نفسه، ولا يرجعه إلى الطعام، ويقول بأن الطعام ليس بطيب أو رديء، هذا من آداب النعمة، لا تُحتقر مهما كانت النعمة.

على العكس كان صلى الله عليه وسلم يمدح الطعام أحيانًا، إذا كان لمدحه ثمرة وفائدة؛ كأنه إذا أراد أن يطيب خاطر من قدمه له، فإنه يمدحه.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (3563)، ومسلم رقم (2064).

([2] أخرجه: البخاري رقم (5391)، ومسلم رقم (1946).