×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

كقوله: «نِعْمَ الإِْدَامُ الْخَلُّ» ([1])، لمن قال: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ؛ تطييبًا لقلب من قدمه، لا تفضيلاً له على سائر الأنواع.

وكان إذا قُرب إليه الطعام وهو صائم، قال: «إِنِّي صَائِمٌ» ([2])، وأمر من قدم إليه الطعام وهو صائم أن يصلي، أي: يدعو لمن قدمه.

*****

لما طلب الرسول صلى الله عليه وسلم الإدام في بيته، قَالَوا: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ، قَالَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ»، فأخذه وجعل يغمس في الأكل ويأكل من أجل يؤدم الطعام، مع أن الخل ليس بأحسن الأدم، ومع هذا ما عابه، بل مدحه صلى الله عليه وسلم.

هناك أنواع من الأدم أفضل من الخل، ليس الخل أفضل من الأدم، لكنه صلى الله عليه وسلم مدحه؛ ليطيب خاطر من يقدمه، وأيضًا إجلالاً للنعمة وعدم الاحتقار لها.

إذا قُدم إليه الطعام وهو صائم، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يتركه ويسكت؛ لئلا يكون في خاطر صاحب الطعام شيء، فيبين له العذر، ويقول له: إني صائم، ولا يدخل هذا في الرياء؛ لأن المراد به هو تطييب خاطر صاحب الطعام.

إذا قدم له الطعام، فإن كان صائمًا قضاء أو نذرًا أو كفارة، فإنه لا يفطر، لا يجوز له أن يفطر؛ من دخل في فرض موسع،


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2052).  

([2] أخرجه: مسلم رقم (1150).