كما جاء في
الأثر: «ابْنَ آدَمَ، مَا أَنْصَفْتَنِي، خَيْرِي إِلَيْكَ نَازِلٌ، وَشَرُّكَ
إِلَيَّ صَاعِدٌ» ([1]). وفي
أثر آخر: «ابْنَ آدَمَ، مَا أَنْصَفْتَنِي، خَلَقْتُكَ وَتَعْبُدُ غَيْرِي،
وَأَرْزُقُكَ وَتَشْكُرُ سِوَايَ» ([2]).
ثم كيف ينصف غيره
من لم ينصف نفسه، وظلمها أقبح الظلم، وهو يظن أنه يكرمها.
وبذل السلام
يتضمن التواضع، لا يتكبر على أحدٍ.
*****
قوله: «خَيْرِي
إِلَيْكَ نَازِلٌ»، الله يخلقه، ويرزقه، ويعافيه.
وقوله: «وَشَرُّكَ
إِلَيَّ صَاعِدٌ»؛ أي: أن شر الإنسان صاعد إلى الله عز وجل، بمعنى المعاصي
والكفر والفسوق تصعد إلى الله. وفي الأثر الآخر أن الله يقول: «أَخْلُقُ
وَيُعْبَدُ غَيْرِي وَأَرْزُقُ وَيُشْكَرُ غَيْرِي». فهذه صفة ابن آدم إلا من
رحم الله عز وجل، وهذا من الجور في حق الله سبحانه وتعالى.
كيف ينصف غيره من لم
ينصف من نفسه؟!!
كما ذكرنا أن أول
شيء أن يبدأ بنفسه، فينصفها، فإذا أنصفها، أنصف غيرها، وإذا لم ينصف نفسه، فإنه لن
ينصف غيره.
هذه الخصلة الأولى
انتهى منها، والخصلة الثانية بذل السلام.
يتضمن بذل السلام
فوائد عظيم، منها:
أولاً: التواضع الذي يسلم على الناس يتواضع لذلك، وأما المتكبر، فإنه لا يسلم، وهذه فائدة عظيمة؛ السلامة من الكبر.
([1]) أخرجه: الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (2/ 33)، وأبو نعيم في «الحلية» (4/27).