×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

والإنفاق من الإقتار لا يصدر إلا عن قوة ثقةٍ بالله، وقوة يقينٍ، وتوكلٍ، ورحمةٍ، وزهدٍ، وسخاء نفسٍ، وتكذيبٍ بوعدٍ من يعده الفقر، ويأمره بالفحشاء. والله المستعان.

*****

ثانيًا: جلب المحبة للقلوب وإزالة الوحشة.

ثالثًا: إلقاء ورد السلام دعاء، تدعو لهم، تقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ»؛ أي: تدعو لهم بالسلامة.

الخصلة الثالثة: الإنفاق عن إقتار -أي: عن فقر-، فيجود، وإن لم يكن عنده الشيء الكثير، بل إنه قد يؤثر على نفسه، ولو كان به خصاصة، وهذا دليل على قوة إيمانه.

قال تعالى: ﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ [الحشر: 9]، وقال تعالى: ﴿لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ [آل عمران: 92]، وقال تعالى: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ [الإنسان: 8]. فقوله: ﴿عَلَىٰ حُبِّهِۦ؛ أي: مع أنهم يحبون المال، أما الذي لا ينفق إلا من فضول ما عنده، فهذا قد يكون يريد التخلص من الشيء، فيعطيه إلى غيره.

ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل ([1])

هذه هي السماحة، هي أن تجود والذي عندك قليل، وأما الذي لا يعطي إلا من الكثير، فهذا ليس له فضل، إنما الفضل للذي يعطي، وليس عنده إلا الشيء القليل.

قوله: «وتكذيب بوعد من يعده الفقر، ويأمره بالفحشاء»؛ أي: الشيطان، قال تعالى: ﴿ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ


الشرح

([1] البيت للمقنع الكندي، انظر: التذكرة الحمدونية (2/ 300)، والدر الفريد وبيت القصيد (9/53).