×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

والمقصود أن الإنصاف من نفسه يوجب عليه معرفة ربه، ومعرفة نفسه، وأن لا يزاحم بها مالكها، ولا يقسم إرادته بين مراد سيده ومرادها، وهي قسمة ضيزي،

*****

إذا أنصف من نفسه، أنصف في حق ربه، وأنصف في حق الخلق، أما بدون أن ينصف من نفسه، فلا يمكن أن يتحقق بقية الإنصاف مع الله ومع الخلق، يبدأ بنفسه أولاً.

لا يزاحم بنفسه الله جل وعلا؛ فيعطيها شهواتها ومراداتها، ويترك حق الله عليه.

بل عليه أن يقدم مراد الله جل وعلا أولاً، ثم مراد نفسه فيما لا يضرها، بل فيما ينفعها.

قوله: «قسمة ضيزى»؛ أي: جائرة.

قال تعالى: ﴿أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ ٢١ تِلۡكَ إِذٗا قِسۡمَةٞ ضِيزَىٰٓ[النجم: 21- 22]؛ أي: جائرة؛ لأنكم تأخذون ما تحبون، وتجعلون لله ما تكرهون، تكرهون البنات، فتنسبونها لله سبحانه وتعالى، وتدعون لأنفسكم الأولاد، تحبون الذكور، وتبغضون البنات، ومع بغضكم لهن تجعلونهن لله؛ ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ [النحل: 62].

وقال تعالى: ﴿أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ [النجم: 21]؛ أي: تحبون الذكور، تطلبونهم.

وقوله: ﴿وَلَهُ ٱلۡأُنثَىٰ [النجم: 21]؛ أي: لله سبحانه وتعالى الأنثى، تجعلون الملائكة بنات الله، تصفون الله بأن له بنات، مع أن هذا محال، ولكنه مع كونه محالاً هو إساءة في حق الله جل وعلا، وتنقص لله عز وجل.


الشرح