×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

مثل قسمة الذين قالوا: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الأنعام: 136].

*****

قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ؛ أي: أنهم يقسمون المزارع وبهيمة الأنعام بين أصنامهم وبين الله جل وعلا، مع أن الكل لله جل وعلا.

فقوله: ﴿مِمَّا ذَرَأَ؛ أي: مما خلق.

وقوله: ﴿وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ؛ أي: لأصنامهم.

﴿وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الأنعام: 136].

قالوا: في معنى الآية: «إن أعداء الله كانوا إذا حرثوا حرثًا، أو كانت لهم ثمرة، جعلوا لله منه جزءًا وللوثن جزءًا، فما كان من حرثٍ أو ثمرةٍ أو شيءٍ من نصيب الأوثان حفظوه وأحصوه. وإن سقط منه شيء للصمد ردوه إلى ما جعلوه للوثن. وإن سقط شيء من الحرث والثمرة الذي جعلوه لله، فاختلط بالذي جعلوه للوثن، قالوا: هذا فقير. ولم يردوه إلى ما جعلوه لله. وإن سبقهم الماء الذي جعلوه لله، فسقى ما سمي للوثن تركوه للوثن... فقال الله عز وجل: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا الآية» ([1]).


الشرح

([1] هذا تفسير ابن عباس للآية. انظر: تفسير الطبري (9/570)، وابن أبي حاتم (4/1390 - 1391).