×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفيه رد على من قال: يقدم الاستئذان، وعلى من قال: إن وقعت عينه على صاحب المنزل قبل دخوله بدأ بالسلام، وإلا بالاستئذان.

ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه إذا استأذن ثلاثًا ولم يؤذن له، انصرف،

*****

«أَأَدْخُلُ؟»، بل يسلم قبله، ولهذا لما قال هذا الرجل: «أَأَدْخُلُ؟»، أرسل النبي صلى الله عليه وسلم من يعلمه؛ بأن يقول: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟فسمع الرجل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، فسلم، واستأذن، فأذن له، فلا يكفي الاستئذان؟ قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ [النور: 27].

منهم من يقول: يبدأ بالسلام قبل الاستئذان، وهذا هو ظاهر الأحاديث، ومنهم من يقول العكس؛ أي: يبدأ بالاستئذان، ثم يأتي بالسلام.

ومنهم من يفصل؛ فيقول: إن رأى صاحب البيت، فإنه يسلم، ثم يستأذن، أو العكس يستأذن، ثم يسلم، هذا إن رأى صاحب البيت، وأما إذا لم يره، فإنه يسلم أولاً، ثم يستأذن، ولكن القول الأول هو الظاهر.

الاستئذان ثلاث من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله، أما القول، فكما سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الاِسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلاَّ فَارْجِعْ».

وأما الفعل، فقد نفذه النبي صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّهُ اسْتَأْذَنَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، فَرَجَعَ.


الشرح