×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وفي صحيح مسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتُوهُ وَإِنْ لَمْ يَحْمَدِ اللهَ فَلاَ تُشَمِّتُوهُ» ([1]). وفي صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ» ([2]).

*****

أي: أنه يشترط للتشميت أن يحمد الله، فإن لم يحمد الله، فلا تشمته.

والتشميت -بالشين-: من إزالة الشماتة عنه، بأن تقول: «يَرْحَمُكَ اللَّهُ»؛ تدعو له بالرحمة، فهذا هو وجه تسميته تشميت؛ أي إزالة الشماتة عنه.

ويقال أيضًا: التسميت -بالسين-: من السمت؛ أي: تسمته، بمعنى ترشده إلى السمت ([3]).

حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ - هذا عام لكل المسلمين؛ بعضهم مع بعض - ستة حقوق:

الأولى: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ».

الثانية: «وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ».

الثالثة: «وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ»؛ أي: إذا دعاك لحضور دعوة، حضور طعام، حضور وليمة، فأجبه؛ فإجابة الدعوة واجبة، إلا إذا كان هناك عذر


الشرح

([1] أخرجه: مسلم رقم (2992).

([2] أخرجه: مسلم رقم (2162).

([3] انظر: العين (7/240)، وتهذيب اللغة(12/270)، والصحاح (1/254)، ولسان العرب (2/46).