×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وللترمذي عن ابن عمر: «عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عِنْدَ العُطَاسِ أَنْ نَقُولَ: الحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» ([1]).

*****

 يمنعك من الإجابة، وإلا فحق عليك أن تجيب أخاك إذا دعاك لتناول طعام عنده، أو حضور مناسبة عنده؛ لتجبر بخاطره، وتزيل ما في نفسه من الوحشة، وتحل محلها المحبة، فإن إجابة الدعوة فيها مصالح عظيمة، ولا يجوز للإنسان أن يمتنع، إلا إذا كان له عذر، فإنه يعتذر.

الرابعة: «وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ»؛ أي: إذا استشارك في أمر وأنت تعرف هذا الأمر، فلا يجوز لك أن تمتنع عن نصحه، يجب عليك أن تنصحه، إذا كان هذا الشيء لا يصلح، تقول له: لا يصلح، إذا كان هذا الشيء على بيع، أو تزويج، أو التزوج بامرأة، أو مشاركة شخص، أو على السفر معه، فتشير عليه بما تعلم، ولا يجوز لك أن تسكت، وتمتنع عن النصح، فهذا يعتبر من بخس حق أخيك في النصيحة والمشورة.

الخامسة: «وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ»؛ أي: إِذَا مَرِضَ أخوك، فَعُدْهُ، وادع له بالشفاء والعافية، وتجبر بخاطره، وتوسع عليه.

السادسة: «وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ»؛ أي: إذا مات، اتبع جنازته.

فهذا من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، والشاهد هنا قوله: «وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشَمِّتْهُ».

إذا قلت: «الحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ»، هذا وارد: وأما إذا قلت: «الحَمْدُ لِلَّهِ» فقط، هذا -أيضًا- وارد.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (5033)، والترمذي رقم (2738)، وابن ماجه رقم (2701).