﴿ٱلَّذِينَ
يَجۡعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ﴾
[الحجر: 96].
وتضمن الإقرار
بصفات كماله، والإقرار بربوبيته، والتوكل عليه، واعتراف العبد بعجزه عن العلم
بمصالح نفسه، وقدرته عليها، وإرادته لها.
ولأحمد عن سعدٍ
مرفوعًا: «إِنَّ مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ وَرِضَاهُ بِمَا
قَضَى اللَّهُ، وَإِنَّ من شَقَاوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرَكُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ،
وَسَخَطُهُ بِمَا قَضَى اللَّهُ» ([1]).
*****
قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يَجۡعَلُونَ مَعَ
ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ﴾ [الحجر: 96]؛ أي:
يجعلون مع الله عز وجل إلهًا آخر في تدبير العباد، فهم يشركون في الربوبية.
هذا في الدعاء: «فَإِنَّكَ
تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ
الغُيُوبِ»، هكذا يقول في دعائه.
هذا من السعادة، إذا
استخار الله عز وجل، فرضي بما قضى الله له، ولم يجزع، هذه علامة السعادة.
من الشقاوة أنه لا يستخير، وأنه إذا جرى عليه ما يكره، فإنه لا يرضى بالقضاء والقدر، بل يجزع ويتسخط، هذه هي علامة الشقاوة.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2151)، وأحمد رقم (1444).