ثُمَّ قَالَ:
«سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا
إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ».
*****
ثالثًا: يقرأ الآية، وهي
قوله تعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ
ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 13- 14].
فقوله: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ
لَنَا هَٰذَا﴾؛ أي: هذا المركوب سخره الله سبحانه وتعالى، ويسره لك.
وقوله: ﴿وَمَا كُنَّا لَهُۥ
مُقۡرِنِينَ﴾؛ أي: ما كنا نطيقه، لولا أن سخره الله عز وجل، وذلَّـله
لنا، ما استطعنا أن نسيطر عليه؛ إذ كيف تسيطر على ما هو أقوى منك من الحيوانات أو
من المراكب الصناعية؟ أنت لا تستطيع ذلك، ولا تطيقه، ولكن الله جل وعلا سخره لك،
وذلَّـله لك.
وقوله: ﴿وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا
لَمُنقَلِبُونَ﴾ فيه تذكير بالموت، وركوب النعش، كما أنك ركبت هذا
المركوب للسفر، فتذكر ركوب النعش السفر الآخرة، الشيء بالشيء يذكر.
354 قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡفُلۡكِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مَا تَرۡكَبُونَ ١٢ لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ ١٣ وَإِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ [الزخرف: 12 - 14]، هذه آية السفر، يعلمنا الله عز وجل ماذا نقول عند الركوب على أداة السفر.