×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

طاعة الله، تقيكم غضب الله وعقاب الله جل وعلا، فالله أمر بذلك: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ؛ أي: اتخذوا وقاية من طاعة الله وترك معصيته، تقيكم من عذابه، ومن غضبه، ومن النار.

وقوله: ﴿حَقَّ تُقَاتِهِۦ، هذه أشكلت على الصحابة؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يتقي الله عز وجل حق تقاته؛ لأن حق الله عظيم، ولا أحد يستطع ذلك، فشقت عليهم جدًّا، فأنزل الله تعالى قوله: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، فمن اتقى الله حسب استطاعته، فإنه قد اتقى الله حق تقاته حسب استطاعته، فزال الإشكال بذلك، ولله الحمد.

ثم قال: ﴿وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102]؛ أي: تمسكوا بالإسلام؛ حتى تموتوا عليه، ولا تفرطوا فيه؛ فيختم لكم بسوء، وإلا فإن الإنسان لا يملك أنه يموت على الإسلام، إن لم يوفقه الله ويثبته، لكن إذا فعل السبب، وفقه الله؛ يتمسك بالإسلام، يتمسك بطاعة الله، داوم عليها، أتاه الموت وهو على ذلك، مات على الإسلام، ومن فرط وضيع، نزل به الموت وهو على هذه الحالة السيئة؛ لأنه تسبب.

ثم الآية الثانية في أول سورة النساء: وهي قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا[النساء: 1].

قوله: ﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وهي آدم عليه السلام.

وقوله: ﴿وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا، وهي حواء؛ لأنها خلقت من ضلع آدم، وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى؛ أن خلق منها زوجها.


الشرح