قوله: ﴿وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ﴾؛ أي: ذرية تناسلت، كثرت في الأرض، وهذا من آيات الله
سبحانه وتعالى، فيجب أن يُتقى ويخاف.
وهذا -أيضًا- يذهب
الكبر عن الإنسان، إذا قرأ هذه الآية وأدرك أن الناس أصلهم سواء، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ
لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13]، «لاَ
فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ
لأَِحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلاَّ بِالتَّقْوَى»
([1])، وإلا فهم في الأصل
سواء، لا فضل لبعضهم على بعض من جهة الأصل، وإنما الفضل من جهة العمل.
والآية الثالثة من
سورة الأحزاب، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ
لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70- 71].
فقوله: ﴿وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا﴾ [الاحزاب: 70]؛ أي: يحفظ الإنسان لسانه عن القول غير
السديد، ولا يتكلم إلا بخير، ويمسك لسانه عن الشر؛ عن الكلام غير السديد، والثمرة
هي: ﴿يُصۡلِحۡ لَكُمۡ
أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ﴾ [الأحزاب: 71]، هذه
ثمرة تقوى الله عز وجل والقول السديد.
فهذه الخطبة تقال في بداية كل حاجة، في بداية عقد النكاح، تسمي خطبة النكاح، يقرؤها قبل الإيجاب والقبول، وكذلك في غيره من الحاجات.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (23489).