×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وكان يقول صلى الله عليه وسلم للمتزوج: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ» ([1]). وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا مِنْ رَجُلٍ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً إِلاَّ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاَءُ كَائِنًا مَا كَانَ» ([2]).

وذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه ذكرت الطيرة

*****

 يعطيه من خيرها وخير ما جبلت عليه، وأن يكفيه شرها وشر ما جبلت عليه.

هذه تهنئة، هذه سنة، التهنئة بالزواج، يقال للمتزوج: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ».

كذلك إذا رأى الإنسان من ابتلاه الله بمرض أو آفة، أو ابتلاه في دينه، فإنه يدعو الله عز وجل، ويطلب منه العافية، ويحمده على العافية بقوله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً»، فإنه لا يضره ذلك البلاء، لا أن يشمت بالمبتلى، ويستهزئ به، أو يحتقره، لكن يدعو الله، ويسأله العافية والسلامة من ذلك.

الطِّيَرَةِ: هي التشاؤم بالأشياء، وأصلها التشاؤم بالطيور؛ بطيرانها وحركاتها واتجاهاتها، وهذا من أمور الجاهلية، يتشاءمون


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (2130)، والترمذي رقم (1019)، وابن ماجه رقم (1905).

([2] أخرجه: الترمذي رقم (3431)، وابن ماجه رقم (3892).