×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

 بالأشياء؛ فإذا أراد سفرًا، أو أراد شيئًا من أموره، ورأى ما يكره منظره، فإنه يتشاءم، ويترك هذا الشيء، يترك الزواج، يعدل عن السفر، وغير ذلك من الأمور؛ تشاؤمًا، وهذا من الشرك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ([1]).

فالطيرة من الشرك؛ لأنها اعتقاد بغير الله أنه يضر الإنسان؛ فلا يتشاءم الإنسان، ولا يتطير، وهذا من أمور الجاهلية.

وما من أحد إلا ويقع في نفسه شيء من الكراهة، إذا رأى منظرًا سيئًا، أو شخصًا، أو دابة، يقع في نفسه، لكنه يدفعه، ولا يتفاعل معه، بل يدفعه، ويتوكل على الله عز وجل، ولا ترده الطيرة عن شأنه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ» ([2]).

فلا ينثني عن قصده، وإنما يتوكل على الله سبحانه وتعالى، هذا شيء، ولهذا قال عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنَّا إِلاَّ وَلَكِنَّ اللَّهَ عز وجل يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ».

فقوله: «وَمَا مِنَّا إِلاَّ»؛ أي: يقع في نفسه شيء.

وقوله: «وَلَكِنَّ اللَّهَ عز وجل يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ»؛ أي: فليتوكل على الله عز وجل هذا شيء.

الشيء الثاني: أن يدعو، يقول: «اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ». يدعو بهذا الدعاء.


الشرح

([1] أخرجه: أبو داود رقم (3910)، والترمذي رقم (1614)، وابن ماجه رقم (3538).

([2] أخرجه: أحمد رقم (7045).